القائمة الرئيسية

الصفحات



عَبَرَاتٌ غزار (**)




سمير بن الضو



عَبَرَاتُ طَرْفِي فَوْقَ خَدِّي تُضْرَمُ
حَتَّى كَأَنَّ الصَّبْرَ مِنِّي مُعْدَمُ


فَلَقَدْ رُزِئْتُ فِـــرَاقَ شَيْخٍ مُـكْــرَمٍ
هَتَـفَ الحِمَــامُ بِهِ فَلَبَّى يُقْـدِمُ


فَإِلَى مَتَى هَذَا الفِــرَاقُ إِلَــى مَـتَى
وَالقَلْبُ يُنْعَى كُلَّ حِينٍ يَـكْلُـمُ


لِلْمَـوْتِ سَـهْـمٌ لاَ يُحَابِي أنْفُسًا
أيُّ الحصونِ إذا قَضَيْتَ فتعصِمُ؟


حُـمَّ القَضَــاءُ عَلَـى أَبِـي فَتَنَاشَدَتْ
مِنْ بَعْدِهِ لُجَجُ النَّـوَى تَتَرَنَّـمُ


مَوْتُ الحَبِيبِ عَلَى المُحِبِّ لَمُفْجِعٌ
حُرَقٌ عَلَى حُـرَقٍ بِهَـا أَتَأَلَّمُ


أَبَتَـاهُ إِنِّـي لاَ أَرَى إِلاَّ التُّقَـى
أَنْتَ الـرَّشيدُ الـسَّمْحُ أَنْتَ الأَنْجُــمُ


وَلَقَدْ دَعَوْتُكَ فِي المَسَاءِ وَبِالضُّحَى
وَأَنَـا عَلِـيـمٌ أَنَّنِـي مُـتَــوَهِّـمُ


ما ماتَ مَنْ ولَجَ الثَّرَى مُسْتَبْشِرا
كَلاَّ وَلاَ، فَـرَجُ الإِلَـهِ لَأعْظَمُ


تَرَكَ الحَيَـاةَ وَرَاحَ يَبْغِـي جَنَّةً
فِيهَا الرَّسُولَ وَصَحْبَهُ وَالضَيْغَمُ


أَفْجَعْتَنِي يَا مَوْتُ فِي السَّادَاتِ مِنْ
مُضَرٍ فَمَا أُبْقِيتُ لاَ أَنْسَـاهُمُ


إِنَّ المُدَامَةَ لا تَفِي جُرْحًا طَغَى
وَعَتَا عَلَى خَلَدِي وَصَـارَ يُهَدِّمُ


إِنِّـي بَكَيْـتُ بُكَــاءَ حُرٍّ مُرْهَفٍ
وَمِنَ الـبَلاَيَـا أَنْ يُبَكَّـى الأعْظَمُ


نَـذَرَ الـزَّمَانُ بِأَنْ يُذِيـقَ قُلُوبَنَا
مُرَّ البُعَـادِ وَأَنْ يَكُــونَ عِرَمْرَمُ


وَلَقَدْ وَفَـى هَـذَا الزَّمَـانُ بِنَذْرِهِ
وَأَذَاقَـنِـي مَـا لَمْ أَكُـنْ بِهِ أَعْـلَـمُ


هَـذَا أَبِـي رَضَعَ الـوَفَـاءَ سَلِيقَةً
وَحَيِيُّنَا وَهْـوَ الحَــلِيمُ الأَكْـرَمُ


مَـا لِلْكَـرَى عَـنْ لَيْلَتـي يَحْلُـو لَهُ
تَـوْدِيـعَ مَنْ بِوِصَـالِـهِ مُتَتَيِّمُ


كُلُّ المَسَـرَّاتِ الَّتِي تُفْرِحْنَنِـي
رَاحَـتْ وَرَاءَ الرِّمْسِ لاَ تَتَكَلَّمُ


هَـذِي الحَيَــاةُ تَنَكَّرَتْ طُرًّا كَمَـا
تَتَنَكَّـرُ الحَيَّـاتُ ليستْ تَرحَـمُ


حُبْلَى قَصِيدِي بِالمَوَاجِعِ كُلِّهَا
وَنُبُوءَةُ الحُزْنِ المَقِيتِ تُحَمْحِمُ




** هذه القصيدة كتبت بعد سنة 2016 بقليل رثاءً لأبي يرحمه الله، وهي وما قبلها ليستا22 على نمط وموسيقى باقي قصائد الديوان، ولكن أحببتُ أن أُدرجها فيه، ليحمل لوعةً من لوعاتي عن أبي رحمة الله عليه، وحسرة من حسراتي عليه.



سمير بن الضو
المملكة المغربية
 
 

هذه القصيدة مأخوذة من ديوان يحمل اسم - على هامش الأحزان - و هو منشور في موقع دار بسمة للنشر الإلكتروني، لتحميله اضغط هنا.

و في الأخير عزيزي القارئ أرجو أن لا تبخل عليّ بملاحظاتك لهذه القصيدة، أو للديوان كاملا.

لقراءة قصيدة الأحزان اضغط هنا.

و سأكون سعيدا بتواصلك معي.
تحياتي و تقديري ..

تعليقات