القائمة الرئيسية

الصفحات

مَدِينَتِي تملالت الجَمِيلَة tamellalet


مَدينتِي الجميلة




مَدِينَتِي الجَمِيلَة

ويا جنَّتي الظَلِيلَة

لماذا على أبنائَكِ تُزَمجرينْ؟

وتُغلِقي الأبوابَ في وجهي

وفينا تقَتِّلين

أَلسْنا نَحْنُ مَنْ تُريدِين؟

أَلسْنا نَحْنُ من عشنا فيك محرومين؟

قولي كِلمة مُريحة ولَوْ حتّى نِفاقا

فقد مُتنا جميعا اشتيَّاقا


* * *


أين خيراتُكِ .. أين جِنانُكِ ..

أين الثِّمارُ وأين الأموال

هل هكذا جزاؤُنا

فنحن من ضَحَّينا -في سبيلك- براحةِ البال

وذُقنا العذابَ

وبالعذابِ قَضَتْ نسوَةٌ ورِجال


* * *

تبًا لِمدينَةٍ مَثلُها كَمَثَلِ أفواهِ الذِّئابْ

وأضراسٌ مُزمجِرَةٌ .. وريحٌ موحِشةٌ

ويا لِخُبثِ الأنيابْ

مَدِينَتُنَا يا سادَتي

أفعى مُتفَرعِنَةٌ

ترصُدُ كل ضحيَّةٍ في دارها تَرتابْ

وأسيادُ مَدينَتِنا كأشرافِ قُريشٍ

يُدمِّرونَ .. ويُخرِّبونَ ..

ويعيثونَ فسادًا .. ولا حِسابْ




تملالت



وكم وقَفنا في وجهِ الظُّلمِ مُعاتِبينَا

ويا ليتَهُ يومًا نَفعَ العِتابْ

فما نحنُ إلًا قُطعانُ خِرافٍ

بنَوْا جُحورَهُم في التُّرابْ

ومَساكِنُنا تُفزعُ النَّاظرينَا

وأموالٌ راحَت غَنيمةً للكِلابْ


* * *

مَدِينَتِي أنا يا سَادتِي

مَدينةُ الوُحوشِ والأوباشْ

مَدِينَتِي أنا مَدينةُ الزناديق والأوغاد

ومَدينةُ الأعشاشْ



ألطمُ على وجهي فَإذا بِوَجهي على عِزّتي يَلطُمُ

يُنذِرُني أنَّ السَّاكتَ عنِ الحقَّ ظالِمٌ لِنفسهِ

والنَّفسُ إذا فقدت عِزَّتها تُظلَمُ


* * *

أنا يا مَدينةً تَلدغُ مِثلَ الأفعَى

أُريدُ مِنكِ جِنسيَّتي

فلا فيكِ أمنٌ .. ولا فيكِ مَوطِنُ

ما فيكِ إلاَّ ذِكرَى قُبحِ شَيْطنَتِي

والأفعَى إذا لَدغَتْ سُمُّها في القلبِ يَقطُنُ


***

ويا ويلَهُم .. النَّاسُ فيكِ كأنَّهُم نائِمون

لا.. لا يَحفَلون

أين يذهَبون

فَسيّادتُكِ سَطَتْ على سيَّادَتِنا

وجمالُكِ ذهبَ ضَحيَّةً لأَصحابِ رعِيَّتِنا

أَأَنتِ فِعلًا عرصةُ التُّفاحِ والزَّيتون

عرصَةُ المِشمِشِ والرِّيحان

والمِيَّاهُ تجري كما العُيون

لا لا مُحالٌ إنِّي أشُكُّ في شَكِّي

إذا كُنتِ فِعلا مَدِينَتِي

فقد مَاتَتِ المَدِينَةُ ومَاتَتْ معها جَمِيلَتِي


* * *

مَدِينَتِي البَخِيلَة

ويا جَنَّتِي المُستَحيلَة

أنَا مَنْ أَدْمَنَ سُكْنَاكِ

أَنَا مَنْ يَثُورُ فِي وَجْهِ الظُّلْمِ والطُّغْيَانْ

أنَا جَيْشُكِ الذّي حَمَاكِ

فَلِمَاذا تُعْلِنِين عَلَى عَشِيقِكِ العِصْيَانْ


* * *


مَدِنَتُنَا الجَمِيلَة

ويَا أُمَّنَا العَلِيلَة

أينَ مِنكِ الفِرارْ؟

لا أرى فيكِ إلاَّ مَدِينَةً يغمُرُها الخَرابْ

عَامِرَةٌ بالوُّحُوشِ .. حُبْلَى بالبَشَرِ الذِّئابْ


* * *

عَيْناكِ جوهَرَتينِ لعِبتْ فيهِما الريَّاحْ

ومَفاتِنُكِ الذَهبِيَّةُ تتَمايَلُ في كفِّ رجلٍ سفَّاحْ

هل هَذي نِهايَتُكِ

أم أنَّ جذورَكِ نائِمَةٌ لِترتاحْ

فنامي ألف سنةً أُخرى

فلم يُطِلَّ عليكِ بَعدُ الصَّباحْ

31/08/2013



سمير بن الضو
المملكة المغربية
 
 

هذه القصيدة مأخوذة من ديوان يحمل اسم - على هامش الأحزان - و هو منشور في موقع دار بسمة للنشر الإلكتروني، لتحميله اضغط هنا

و في الأخير عزيزي القارئ أرجو أن لا تبخل عليّ بملاحظاتك لهذه القصيدة، أو للديوان كاملا.

لقراءة قصيدة الأحزان اضغط هنا.

و سأكون سعيدا بتواصلك معي.
تحياتي و تقديري ..


تعليقات