القائمة الرئيسية

الصفحات

حواري الأدبي مع الأستاذة الصحفية سلوى الطريفي - مجلة أمارجي السومرية.


 

حواري الأدبي مع الأستاذة الصحفية سلوى الطريفي
عبر صفحات مجلة أمارجي السومرية

في العدد 65 تموز/ يوليو 2020

 

من جديدٍ من المملكة المغربية يطل علينا كاتب مغربي له إصدارات قيمة، سيحدثنا عنها في هذا اللقاء. حاورته الأستاذة الفلسطينية: سلوى الطريفي مدير مكتب مجلة أمارجي السومرية /العراق.

 

_ بطاقة تعريفية للكاتب المغربي سمير بن الضو؟

أولا أشكر جريدة مجلة أمارجي السومرية..

والأستاذة الصحفية سلوى الطريفي على إتاحتها لي لهذه الفرصة الجميلة التي ستمكنني من الحديث عن نفسي وعن بعض ما أكتبه.

بادئ ذي بدء، محدثكم هو سمير بن الضو من مواليد مدينة تملالت بالمملكة المغربية، سابع سبعة إخوة في عائلة بسيطة، شاب طموح لديَّ العديد من المشاريع الأدبية أحتفظ بها في رأسي أتمنى من الله عز وجل أن يعينني على تحقيقها.

أدرسُ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمدينة مراكش، شعبة الأدب العربي، وهذه هي سنتي الثالثة في الكلية، أسعى بعد الحصول على الإجازة إلى الاشتغال في وظيفة التعليم، لأنني أعتقد اعتقادا لا شك فيه أن هذه المهنة من المهن العظيمة والسامية، إذ إنها تجعلك تشعر بكونك قريبا من مرتبة النبوة، كما قال في ذلك أمير الشعراء أحمد شوق:


قم للمــعلـم وفّــــه الـــــــتـــبجيلا  

كــــاد المعلمُ أن يكونَ رسولا


ثم من ناحية أخرى فأنا أعلم من بعض أصدقائي المشتغلين بهذه المهنة أنها توفر وقتا ليس بالقليل، وهذا ما أريده حتى أتفرغ إلى قراءة المجلداتِ الكبيرة والاطلاع على أكبر عدد من المعارف والعلوم الإنسانية، ومحاولة الاستفادة منها، وبعد ذلك التفرغ إلى تحقيق تلك المشاريع الأدبية التي أحملها في رأسي وقلبي، وهي التأليف والكتابة، فالكتابة شيء عظيم حقا.

ساعيا دائما أن أترك خلفي إرثا من الكتب يفتخر به كل من يأتي من بعدي.


سمير بن الضو

 

 - من شجّعك على الولوج إلى عالم الشعر والكتابة؟

ربما إذا تكلمت لكم عمّن شجعني على الكتابة أول الأمر، ستشعرون بالغرابة، إذ إنه لا يوجد شخص معين بذاته شجعني على حمل القلم، فهذه المهمة مهمةُ حملِ القلم ومحاولة اقتحام عالم الكتابة والإبداع كانت مبادرةً شخصية مني لا دخل لأحد فيها ألبتّة، غير أنه يمكنني القول: إن أسرتي أغلبها يمارس فعل الكتابة، فعلى سبيل المثال أخي الأكبر يكتب في بعض الجرائد المغربية، وأخي الآخر أيضا يحب كتابة الزجل وهو نوع من الشعر العامي باللهجة المغربية، وأخي الثالث كانت لديه محاولات في كتابة السيناريو.

فهذا يجعلني أقول إن أغلب أفراد أسرتي يحبون الفن بجميع أشكاله بل ويحبون الإبداع فيه، ربما هذه البِيئة الفنية التي ترعرعتُ وسطها ربما كان لها فضل كبير عليّ من الناحية الإبداعية.

 

_حدثني عن إصداراتك؟

لقد بدأت كتابة الشعر منذ زمن مبكر، كنت حينها أبلغ من العمر ستة عشر عاما أو أقلّ بقليل، في تلك الأوقات أقبلت نفسي على القراءة والاطلاع، فصرت كلما وجدت كتابا شيّقا أو ديوانَ شعر رائق= أقرؤه بنهم، وما أزال أذكر أن اطلاعي الشعريَّ الأول كان على ثلاثة شعراء كبار، أولهم نزار قباني في سوريا، وبالمناسبة فإن هذا الشاعر العظيم استطاع أن يظلّ مستوليا على حبي له وإعجابي به إلي حد الساعة، بل كلما زاد بي العمر زاد افتناني به، ثم أحمد مطر من العراق وبعد ذلك قرأت لأمل دنقل في مصر، هؤلاء كانوا النواة الأولى التي شكلت وعيي الشعري الأول، ثم بعد ذلك وجدت شيئا ما في داخلي يجرني جرا إلى الشعر القديم، فقرأت لشعراء العصر الأموي والعباسي وقرأت شعر المجنون قيس بن الملوح وأصحابه من الشعراء العذريين كجميل بثينة وكثيّر عزّة، بعد هذا نازعتني نفسي مؤخرا إلى التوجه نحو قراءة الشعر الجاهلي فقرأت لامرئ القيس وعنترة وباقي المعلقات العشر بالإضافة إلى الكثير من القصائد الجاهلية.

كل هذه الأشياء كوّنت عندي ثقافةً شعرية قد تكون واسعة، مما مكنني من كتابة أشعار اعتبرتها في ذلك الوقت جديرةً بأن تقرأ وأن يُستمع إليها، فكتبتُ أول ديوان لي وأنا في الثانوية أسميته (بين الغرام والهوى)، ملأته بلواعجي ومشاعري في تلك المرحلة العمرية، لكنه مع الأسف ضاع لي وتاهت عني أوراقه. 

وبعد أن شعرت أن ملَكتي الشعرية بدأت نوعا ما تشتدّ وتتقوى كتبتُ ديوان (على هامش الأحزان) وهو ديواني الشعري الثاني وهو الذي صدر قبل شهر تقريبا، هذا الديوان يحتوي على مجموعة من القصائد تختلف مواضيعها ما بين القضايا الغرامية والقضايا السياسية في بلدي المغرب، وفيه أيضا قصائد تتحدث عن القضية الكبرى والعظمى في نظري وهي القضية الفلسطينية، إذ لا أستطيع أن أسمي نفسي شاعرا أو كاتبا وأنا لم أكتب عن قضية ومعاناة الفلسطينيين.

 هذا فيما يخص الشعر، ثم هنالك كتابٌ أدبي أصدَرَته دار المعتز للنشر والتوزيع بالمملكة الأردنية سنة 2018 أشكر صاحبها من هذا المنبر كل الشكر، والكتاب بعنوان (حلية الأدباء) قطوف وطرائف من بساتين الأدب العربي، وهي اختيارات أدبية وشعرية انتقيتها بعناية فائقة من كتب التراث والثقافة الإسلامية والعربية، خلال قراءاتي لهذه الكتب التراثية العظيمة، وأنا أرى أن كل كاتب أو شاعر لم يقرأ هذه الكتب فهو لا يعتبر كاتبا ألبتة، من لم يقرأ في كتاب الأغاني للأصفهاني، ومن لم يقرأ في الكامل للمبرد، والعقد الفريد لابن عبد البر، فعليه أن يعيد ترتيب أفكاره وترتيب أوراقه فقد فاته خير كثيرٌ حتما.

وفي الختام فهذه هي الإصدارات الثلاثة التي أملكها في جعبتي لحد الآن.

 

_ أعمالك المستقبلية هل تحضر لأعمال جديدة؟

خلال قراءاتي المتنوعة والمختلفة اكتشفت أني أملك ميولا لقراءة التاريخ فقرأت عن الدولتين الأموية والعباسية واطلعت على أحوال الخلفاء الذين تعاقبوا على الحكم خلال مدة طويلة من الزمن، وركزت دراستي حول السيرة النبوية إذ هي الأخرى تعتبر من التاريخ الإسلامي، وأثناء قراءتي لكتب كثيرة ومختلفة عن السيرة النبوية، لاحت لي فكرةٌ هي اقتحام هذا الباب الشريف ومحاولة عمل قراءة جديدة لأحداث السيرة النبوية الشريفة، بطريقة مشوقة وجذابة تحبب الجيل الصاعد في قراءة السيرة والاطلاع عليها، على عكس الكتب القديمة في هذا الموضوع أو حتى الكتب الحديثة التي تناولت أحداثَ ووقائعِ السيرة النبوية، إذ إنها تسردها هكذا مجردة من العبر والعظات واستخراج الأسرار التي فيها، وجل الكتب التي تناولتها على حسب معرفتي لم تتعدَّ هذا المنوال، إلا قليلا، ناهيك عن أن بعض هذه الكتب التي تتطرق لحياة النبي صلى الله عليه وسلم لا تهتم كثيرا بما صح من حياته صلى الله عليه وسلم، وأخص على سبيل المثال كتاب نور اليقين في سيرة سيد المرسلين للخضري بك وكتاب الرحيق المختوم للمباركفوري، وأخيرا كتاب فقه السيرة للغزالي وللبوطي، رحم الله الجميع، فهذه الكتب مثلا لم تعتني جيدا بإدراج الوقائع الصحيحة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أصبح في هذا الزمن المتموج بالفتن شيئا يعتبر معلوما من الدين بالضرورة، لذلك عقدت العزم وسألت المولى عز وجل أن يوفقني لكتابة شيء بسيط عن رسولنا صلى الله عليه وسلم يكون مخالفا لما سبق من كتابات، والحمد لله أعانني الحق تعالى فيما كنت أرجوه منه، فاستطعت تدوين كتاب حول حياة النبي صلى الله عليه وسلم، لكن الشيء الطريف في الأمر أنني لحد الآن لم أستطع إيجاد عنوان مناسب له.

ولم يبق في الكتاب إلا احتياجه إلى مراجعة خفيفة نهائية قبل دفعه إلى المطبعة. وهناك أيضا عملٌ ما يزال في الأوراق حول الأديب المصري مصطفى صادق الرافعي، لكن أعتقد أنه لا يجدر بي الحديث عنه هنا بتفصيل حتى أنتهي منه، وذلك اتباعا لسنن ساداتنا العلماء في هذا الباب.

 

_ كيف للكاتب أن يكون قريباً من القراء؟

في نظري أنّ عليه أن يعالج مواضيع اجتماعية أثناء كتاباته، فبهذه الوسيلة يستطيع أن يكون قريبا من مشاعر الجمهور القارئ، قريبا من مشاكلهم ومن أحاسيسهم ومن رغباتهم ومن كل شيء، وهذا ما يجعل أمام الكاتب مادة دسمة يستطيع أن يغرف منها إنتاجاته الأدبية، أما من يتعالى عن أدب الناس وأعني به الأدب الاجتماعي، فإنه لن يُفلح في إنتاج أدبٍ يستحق القراءة بله أن يخلد ويستمر مع الزمن. 


وانظروا للكاتب المصري نجيب محفوظ فإن أدبه يستمر إلى الآن وربما لم يستطع أيُّ كاتب إلى حد الساعة حسب علمي أن يتفوق عليه أو حتى يدانيه في منزلته عند القراء، والسر في ذلك في اعتقادي أنه كان دائما ينزل إلى الشارع ويجلس على المقهى ليستوحي أدبه من حكايات وقصص البسطاء، نعم أعتقد أن السر في إيجاد أدب رفيع هو أن يكون مُستمَدا من حكاياتِ وقصص البسطاء.

 

_ رسالة توجهها إلى الكاتب العربي؟

ربما هي رسائل ليست رسالة واحدة، ولكن سأحاول تركيزها في رسالة واحدة هي أن الكاتب العربي أصبح مطالبا بالاطلاع على جميع المعارف وجميع الفنون، وأن لا يغفل عن الاطلاع على الكتب التراثية القديمة بجميع أنواعها، سواء الدينية منها مثل تفسير الطبري أو التاريخية مثل البداية والنهاية لابن كثير أو الأدبية ككتاب البيان والتبيين للجاحظ وغيرها وغيرها، فهذه الكتب هي النبعة الأولى التي يجب على كل كاتب أن يغترف منها، بل هي مفروضة عليه فرض عين، لأنها تعتبر معلومة من الأدب بالضرورة. 

وعليه كما قال مصطفى صادق الرافعي في إحدى رسائله: أن يحكم على نفسه بالأعمال الأدبية الشاقة، حتى يستطيع أن يبلغ ما بلغه طه حسين ومحمود محمد شاكر والمازني وعلي الطنطاوي وغيرهم وغيرهم..

 

_كلمة توجهها لمجلة أمارجي السومرية...؟

في الختام أشكر مكتب مجلة أمارجي السومرية على هذا الجهد الطيّب الذي تبذله في الارتقاء بالفن والإبداع في الوطن العربي، ولا أنسَ شكر الأستاذة سلوى الطريفي على إتاحتها هذه الفرصة التي من خلالها استطعتُ الحديث عن هذا الإصدار الأدبي الجديد.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

 

لتحميل الديوان من هنا:

الشاعر سمير بن الضو

 

 

تعليقات