القائمة الرئيسية

الصفحات

فلسفة الصداقة


الصداقة هي علاقة مودة ومحبة بين شخصين أو أكثر، وكل واحد منا له صديق أَو أكثر، ولا يستطيع أي إنسان أن يعيش بعيدا عن هذه القيمة الاجتماعية، ولا يكون الإنسان عاقلا إن ادعى أنه لا صديق له.

وأنا من الذين يقدسون الصداقة ويُجلّونها. وأنتَ يا صاحبي تجد بعض الناس دائما عاتبين على أصحابهم منزعجين منهم، وهذا النوع يحسب الصداقة مثل الأمومة، يُخطئ في حقك ويتسبب في تألمك، ثم.. ثم ينتظر منك أن تأتي وتصالحه، ويطلب منك ما يطلب الإنسان من أمه، أن تكون هي المبادرة إلى الصلح والطبطبة وإن كان ولدها مخطئا..

أما أنا فلا أحب أن أعاتب أحدا مهما كان من نفسي قريبا، لذلك أحاول أن أنسى مساءته أو أتجاهلها بالمرة، لأن المعاتبة عندي تعني الفراق، وذلك لأني أَعُدُّ الصداقة شيئا مقدسا يحرم على الصديق فيها أن يخطئ أَو يزلّ، وحتى لا أضطر إلى العتاب فأفارق بعده = أنسى وأتغافلُ كأنْ لم يكن شيئا، ولهذا أحفظ وأعمل بقول الشاعر:


إذا ما صديقي ساءني بفعاله

ولم يكُ عما ساءني بمُفيقِ

***

صبرتُ على الضرّاء من سوء فعله

مخافةَ أن أبقى بغير صديقِ


البقاء بدون صديق أمر متعب للنفس، محزن للقب، ومن يزعمُ أن الطمأنينة في العزلة المطلقة عن الأصدقاء فهو كاذب أو أحمق، لكون الصداقة شيئا فطريا يحتاجه كل واحد من بني البشر، ذلك لأن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، وهذه من أوائل مبادئ الفلسفة كما تعلم يا صاحبي. 

سمير بن الضو، الكاتب، الشاعر، اللغة العربية


والعاقل اللبيب من يقسّم أصحابه ويجعلهم أنواعًا وفئاتٍ، ففئة للهو والهزل، وفئة للجد، وفئة لإيقاظ المطامح والآمال، أو سمها فئة التشجيع والتحفيز، وهذه الأخيرة ضرورية لكل واحد منا إلا أنها عزيزة الحصول..

سلام الله عليك يا صاحبي.. 


اقرأ المزيد..



تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق